لقد عاش تولستوي طوال ثلاثين عاماً من العشرين حتى الخمسين في خلق مؤلفاته حراً لا مبالياً... وطول ثلاثين عاماً اخرى، من الخمسين حتى الوفاة لم يعش الا لكي يعرف معنى الحياة ويفهمه، مناضلاً ضد ما لا يمكن ادراكه، مقيداً الى ما يعسر البلوغ اليه.. ولقد ظلت مهمته يسيرة سهلة حتى اليوم الذي اخذ فيه على كاهله هذه الرسالة: ان يخلص بنضاله في سبيل الحقيقة، ليس شخصه فحسب، بل الانسانية بأسرها ايضاً وان اقدامه على هذه الرسالة يجعل منه بطلاً بل قديساً تقريباً اما سقوطه في غمرة النضال في سبيل تحقيقها فيجعل منه اكثر الناس انسانية على الاطلاق