سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
يطلق البعض على مواليد ما بعد عام 1995 جيل Z، لما انفرد به هذا الجيل من صفات جعلته جيلًا فريدًا لم يظهر له مثيل عبر التاريخ، فهو أول جيل لم يعرف الحياة بدون الانترنت ... جيل يرفض أن يكبر ... جيل لا يعرف أن يتحدث مع الغرباء ... جيل تتخطَّفه الأمراض النفسية وتنهش في جسده صباح مساء. لا يخفى على أحد انفراج الهوة السحيقة بين أبناء هذا الجيل والأجيال التي سبقته، كأن الزمن قد مضى لبرهة أسرع من ذي قبل، فلم يعُد هذا الجيل يتخاطب بلغة تفهمها الأجيال الأخرى، لم يعد يهتم بما كانوا يهتمون به، ولا ينظر للحياة على النحو الذي كان ينظر به آباؤه وأجداده، هل حدث خطبٌ ما لهذا الجيل أدى إلى انفلاته وتفرده بصفات لم تعهدها الإنسانية من قبل؟ من المتفهم أن يختل بعض الأفراد في جيل من الأجيال، لكن هل يكون الاضطراب والقلق وفقدان المعنى السمة الشائعة في جيل كامل؟ هل يصير كل فرد في هذا الجيل يلهث خلف الذات، ويعبد المشاعر، ويتشكك في كل شيء، ولا يُقبل على الحياة إلا بعزيمة خاوية أو نفس مهترئة؟ هل من الطبيعي أن نرى الحياة جنة لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب؟ هذا ما يجب أن نقف أمامه للحظات كي نفهم ما الذي يجري، فللحياة قوانين، وللكون سنن، والأيام تنقضي، والمستقبل سيصير في أيدينا بعد أن كان دهرًا أمامنا، لقد أخفى هذا الجيل في جُعبته الكثير والكثير، وينبغي له الآن أن يبوح ولو قليلًا عما يدور في خلده ويؤرق مضجعه ... فما الذي يخفيه جيل Z عن العالم؟