سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
شابه عنيدة.. مستقلة.. حرة الإرادة.. هكذا كانت سلطانة... إلى أن أوقعها عنادها ذات يوم في مأزق خطير، أنقذها منه فارس مغوار من بيت من بيوت عشيرة من العشائر البدوية التي تعيش بالبلدة هيماء! تلك البلدة البدوية التي يحكمها الشيخ غياض آل شديد، هو سيد القبيلة، العمدة والمسئول عنها، والكفيل بشئونها ومصالحها، وهو الذي يلم شملها، ويجمع كلمتها على الخير، وهو خيمتها المظللة، وكلمته هي القانون فيها! إنه الحاكم المطلق للبلدة “هيماء”، ولكل ما حوله من شيوخ فروع القبائل. هل ستجد سكينتها وطمأنينة روحها بعدما وقعت في هذا المأزق بتلك الليلة أم لتلك الحادثة نتائج أخرى يكتبها القدر؟انتفضت من كابوسها فزعةً يتصبب العرق منها من هول ما عاشته. تنفست بحدة أنفاسًا متلاحقة تنهش في صدرها دون رحمة وهي تجلس على سريرها تلفتت حولها منتزعة عقلها من جحيم الوهم... وهي تعود إلى حاضرها الآمن في حجرتها، تحدق بأمها بغرابة أوشت بعدم استفاقتها كليا بعد، فتنظر لها أمها بقلق وهي تقول: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، يا صغيرتي. قربت منها قنينة الماء المجاورة لفراشها وهي تقول: اشربي جرعة من الماء لتفيقي حبيبتي. أومأت بالإيجاب ونفذت قولها طواعيةً محاولةً استعادة أنفاسها، بينما يغمرها عرق بارد يجعلها ما تزال عاجزة عن الرد! جلست أمها بجوارها على سريرها وشدتها لصدرها في حضن دافئ، فشدت هي من احتضان أمها أكثر لتغمرها تلك الرائحة الطيبة لعطر البنفسج الذي تعشقه أمها، فعاد إليها هدوءها واستكانة قلبها. ابتعدت عن أمها ببطء، وهي تقول بنبرتها الأنثوية الرقيقة: أصبحت بخير الآن يا قطرات المطر.. لا تقلقي، كان مجرد كابوس!