المؤلف : أ.د بشير صالح الرشيدي
يحمل الكتاب بين ضفتيه حكاية وطن في شخص، وشخص في وطن.. بقدر ما هي أيضاً حكاية وطن في أشخاص، وأشخاص في وطن.. وقد كان لهذا الكل عظمته وارتفاع هامته إكليلاً من قدسية الوطنية وحبه لشعبه وقيادته.. وربما كانت حكايتى وحدة من هذه الوحدات وعينة من هذه العينات التي آن الأوان أن نسجلها حتى لا تضيع من ذاكرة التاريخ..
تروي هذه الحكاية مسيرة بلا جريرة، وكوارث وخطوب تتساوى فيها الحياة بالموت، وكان الموت فيها هو الأكثر أرجحية وأفضلية.. لأنها كانت حياة بلا حياة، ووجود بلا وجود.. ولعل في الحكاية والرواية إفراغ لما خزّنه العقل والانفعال من ذكريات آلية ومفجعة لا يقدر العقل الآن على تحمّلها، فهو يريد أن ينفضها عنه، وألا يعيش فيها ولا تعيش فيه.. ففي الحكاية والرواية، أو التداعي بلغة علم النفس، إفراج للنفس من معتقلها.. وانفراج لحريتها الذاتية ولعظمتها الداخلية التي لا يستطيع أحد أن يسلبها منها.. وفرج بالحياة الرحبة والمرحبة..