قامت هذه الدراسة بتعريف القلب في اللغة على وجهين، الأول: حقيقي مادي يدرك بالنظر، واللمس، والآخر: مجازي يعبر به عن أعمال القلب وأحاسيسه، فالدلالة الحقيقية محمولة على المضغة المودعة في الجانب الأيسر من صدر الإنسان التي تعمل على ضخ الدم، أما الدلالات المجازية فتدرك بانعكاس أعمال القلب، وفي الاصطلاح أنّه لطيفة ربانية روحانية محلها في الصدر ولها علاقة مع جسم الإنسان متحلية بالمعرفة ومتحملة للأمانة والتكليف، وكل الأعمال المنوطة به يعتريها التردد والتحوّل، بحيث لا يستقرّ على حالٍ إلا بأمر الله تعالى. كما تناولت الدراسة مفهوم الصلاح في اللغة والاصطلاح أما اللغة فبينت أنّه معنى جامع لإزالة الفساد المانع من الاستقامة والاستمرارية، وأما اصطلاحًا فهو سلوك الطريق المخلِّص للبشرِ من التبعات، والمحصّل لهم الكمالات التي يدعو إليها العقل السليم ويقرها الشرع الحكيم، ووجدت الدراسة أن لفظ الفساد في اللغة يحمل معنى التغيير المقابل للصلاح، وفي الاصطلاح الميل والخروج والانحراف عن الاستقامة سواء كان بجزء قليل أم كثير، ومن خلال الدراسة تبين أن أسباب صلاح القلوب التصديق بالوحي، الرشد، الصحبة الصالحة، تعظيم شعائر الله، الجهاد في سبيل الله، المشاعر الحاملة على خشية الله، الولاء والبراء لله وفي الله، وذكر الله، ولكل سبب من هذه الأسباب مظاهره التي عرضت لها الدراسة، وأتبعتها بتحليل لأسباب فساد القلوب وهي الإعراض عن الوحي، الغفلة عن ذكر الله، إنكار البعث والحساب، وصحبة الأشرار. ثم جاء الفصل الأخير وتناولت فيه آثار صلاح القلوب على الفرد والمجتمع، وآثار فسادها على الفرد والمجتمع. وأخيرًا ختمت هذه الدراسة بأهم النتائج التي توصلت إليها.