ماذا ستفعل في اللحظة المفصلية التي ترى فيها شريط حياتك كله ؟ وفيم ستفكر وقد استوى تاريخك الشخصي مجموعة من الصور تحدد سيرتك الرسمية ؟ ربما ستقول هذه حياة شخص اخر يشبهني . يربكك اسمك وملامحك القديمة . تربكك الاشارات اذ تؤكد انك عشت كل هذا . وفي المسافة الفاصلة بين ما كان وما امكن له ان يكون في تلك الثانية التي يشتغل فيها عقلك وذاكرتك بسرعة رهيبة تنتفض حواسك وتتداخل مشاعرك وكمن يشاهد فيلم حياته ويعرف انه ليس بأستطاعته تغيير اي تفصيل من تفاصيله تتجه الى الشاشة وترجع منها بقبضة مهشمة سيكفيك الدم المتقاطر منها لكتابة قصتك الحقيقية . هنا ينتقم الهامش من المركز . وهنا تمارس الاحاسيس فوضاها الجميلة . فوضى زفايغ وشخصياته وفوضى القارىء وهو يتتبع مسارها بحذر . هذه ليست رواية بل حقل الغام .