لقد غيَّر الطب الحديث أخطار الولادة وإصابات الحوادث والأمراض المعدية من كونها أحداثا عسيرة إلى أحداث تقع ضمن سيطرة الطب. ولكن حينما يأتي الأمر إلى الحقائق التي تتمثل في الشيخوخة والموت، وهي حقائق لا مفر لأحدٍ منها، فإن ما يفعله الطب حيال هذه الأحداث هو عكس ما هو مطلوب منه. يكشف الدكتور أتول غواندي في بحثه، الذي يجبر المرء على فتح عينيه على الحقائق، ومن خلال بحثه الدائب والأحداث التي يستمدها من خبرته مع مرضاه وأسرته، عن المعاناة التي يسببها إهمال الطب لرغبات الناس التي قد يرغبونها فيما وراء مجرد الحفاظ على الحياة. ولا يمكن أن نعرف هذه الرغبات إلا بالسؤال، ونحن لم نسأل، ولكن بإمكاننا أن نتعلم السؤال.
إنه كتاب يستحوذ على كل انتباهك، فهو صادق وإنساني. إن هذا الكتاب المتميز، الذي بدأ فعلا يغيّر حديث الأمريكيين عن الشيخوخة والموت، يُظْهر لنا كيف أن الهدف النهائي ليس الموت الناجح ولكن الحياة الناجحة؛ وهي الحياة التي تستمر حتى آخر لحظة.
1