إن قضية التجديد في الشريعة الإسلامية -وعلى رأسها التجديد الفقهي- من أكثر القضايا بحثا وجدلا في العصر الحاضر؛ لأهميتها وكثرة تفاريعها. وقد تنوعت الدراسات والبحوث حول هذا الموضوع، فمنهم من بحث الموضوع بشكل إجمالي، ومنهم من بحثه من جانب فكري عقدي، أو من جانب فقهي أصولي، ومنهم من بحث مظاهره وآثاره، إلى غير ذلك من المجالات التي تضمنها هذا الموضوع المترامي الأطراف. وعلى الرغم من كثرة البحوث في هذا الموضوع، إلا أن هناك جانبا من جوانبه لم يحض بدراسة علمية مؤصلة تميط اللثام عن مكنونه وتكشف عن أسراره ومخبآته، ألا وهو جانب التجديد في الدرس الفقهي، إعدادا وتحضيرا وإلقاء، ولما رأيت أن الموضوع واسع الأطراف، عميق الغور، بعيد المرام، قصرت البحث على حقيقة التجديد في الدرس الفقهي وطرقه، راجيا من الله تعالى أن يفسح في العمر وينسأ في الأجل، لأكمل جوانب الموضوع الأخرى.