هذا كتاب عن شارع عبدالله السالم الواقع في وسط العاصمة الكويتية ، والمسمى سابقا : «الشارع الجديد». وهو كتاب تذكاري أكثر منه کتاب تاریخي ، وذلك لأن المعلومات المطلوبة لإضفاء الصفة التاريخية عليه غير متوافرة بشكل كاف ، بحيث يستطيع المرء أن ينطلق في الحديث عن الشارع منذ كان فكرة إلى أن تحقق ، ثم إلى أن صار ما صار إليه اليوم . ولكن عدم الحصول على كل المطلوب من وثائق كتابية وشفهية لايسمح لنا بترك الأمر للنسيان ، وعلينا أن نتدارك مايمكن تدارکه ، فجاء هذا الذي بين يدي القارئ حاملا الصفة التذكارية كما قلنا ، فنحن لانستطيع أن نمنحه صفة أكبر من هذه . والأمل معقود على الباحثين ، ومحبي وطنهم الكويت ، في أن يواصلوا ما تم البدء به هنا ، حتى نصل في يوم من الأيام إلى تحقيق الأمل المرجو فنحصل على بيان شامل ، يفوق البيان الذي ورد ، فيكون کتابنا هذا بداية موفقة لجهد محمود.

وقد يتساءل المرء - بعد هذا- هل إن الأمر يقتضي تأليف كتاب عن هذا الشارع؟ وهل هو بوضعيه القديم والحديث يحتاج إلى كل هذا الاهتمام؟ وهو لايعدو أن يكون شارعا من شوارع مدينة الكويت ، ثم هو - بالتالي - جزء يسير من دولة الكويت ؟ والحق أن الإجابة عن هذين السؤالين هي التي دفعتني إلى كتابة هذه المقدمة. لأنني أظن أن الكثيرين ممن يقع هذا الكتاب بين أيديهم سوف يتساءلون ، ويعيدون على أنفسهم هذين السؤالين ، وسوف يستغربون اهتمامي هذا ، ويتمنون فيما لو أنني صرفت همتي للكتابة في موضوع آخر ، ربما كان يغطي قدراً أكبر من تاريخ البلاد ، ومساحة أكبر من أرضها حتى تكون الفائدة بذلك أشمل، ومتعة القارئ بمعرفة ما سوف يطلع عليه أكثر . والواقع أنني أرى أن الكتابة عن الكويت ينبغي أن تتناول كل جزء منها، حتى إذا استطعنا أن نكتسب المعرفة بالأجزاء المتفرقة وصلنا إلى معرفة التاريخ الشامل للوطن وما احتوى عليه من مواقع وسكان ، وما مر به من أحداث.