سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
صارت الكتابة في مجال تاريخ الكويت تأخذ مناحي متعددة ، تناولت مختلف العصور التي مرت بالبلاد ، واختلط فيها التاريخ مع الجغرافيا ؛ بحيث لم يعد هناك مجال للفصل بينهما . فتاريخ الكويت مرتبط بالأماكن ، وبحسب مامر على هذه الأماكن من أحداث يتم تناول تاريخ الوطن. وهكذا فنحن عندما نتحدث عن موضع كاظمة أو أوارة أو العدان أو غيرها من المواضع الكويتية، نجد أمامنا تاريخا ممتداً - قديما وحديثا - يكشف تاريخ هذه الأمكنة الثلاثة التي تضم مع غيرها من الأماكن في دولة الكويت ما يصل الماضي بالحاضر، وندرك من مجمله تاريخنا الذي كان الإلمام به صعبا في فترة من فترات حياتنا إلى أن بدأ العمل في هذا السبيل. کتابنا هذا جزء من العمل الذي يعتمد على المشاهدة والمتابعة الخاصة بمنطقة مهمة من مناطق البلاد، وهي تتمثل في الامتداد القائم من کاظمة غربا إلى رأس عجوزة شرقا، مما نطلق عليه اسم الساحل الجنوبي لجون الكويت. فعلى هذا الساحل عدد كبير من الأماكن بعضها له تاریخ قدیم وبعضها له تاريخ حديث . ومن أجل ترابط هذه المواقع ببعضها ، ولحركة الحياة الإنسانية في جزء كبير منها فإنه جدیر بنا أن نهتم بهذا الجانب من جون الكويت الذي عاش على ضفافه آباؤنا الأوائل ، فأسسوا دولة ذات کیان سیاسی واضح . وذات نشاط في كافة المجالات . وبدأت منه الحركة الاقتصادية والبحرية ، وانطلق منه بناء السفن ، وتحرك منه إلى عدد من البلدان أسطول كويتي تجاري ، عاد على البلاد بالنفع الكبير في مجالين مهمين هما غنى البلاد عن الحاجة التي قد عرضت لبعض البلاد المجاورة ، والسمعة الطيبة التي اكتسبها رجالنا في كل مكان اتجهت إليه أشرعة سفنهم. وفيما يتعلق بحياتنا الراهنة فإن ما سوف يتكشف عنه الحدث في هذا الكتاب هو أن الحياة بدأت تنمو في منطقة القرين وهي جزيرة عكاز وما قابلها من بَرّ ، وقد سكنت هذه المنطقة قديما، وصار لها اسم يتردد كثيراً في مجالات كثيرة ، وذلك لأن النشاط البارز لسكان هذه المنطقة قد جعلهم معروفين في كثير من البلدان ، لأنهم من هنا ابتدؤوا نشاطهم البحري التجاري متسلحين بقدرات كبيرة وخبرات جيدة ، وحرص شديد على التعامل مع الناس بكل إخلاص ووفاء وصدق، إضافة إلى ما يمتلكون من سفن كافية للقيام بأعمالهم الجليلة التي جعلتهم واسطة للتجارة بين أبناء المناطق المجاورة مما أفادهم وأفاد جيرانهم على حد سواء.
كما أن الحديث سوف يتكشف عن أن أهل القرين قد انتقلوا بقيادة أميرهم إلى الشرق عن موقعهم الذي ذكرناه ، فبنوا مدينتهم التي أطلق عليها فيما بعد اسم الكويت ، وكان تصغيرا لاسم الكوت الذي كان قلعة قد بناها الشيخ تمهیدا للانتقال إلى هذا المكان، وإذا أردنا أن نعرف الموقع الأول لمدينة الكويت فإننا نستطيع أن نرى ذلك في المنطقة المجاورة للبحر على امتداد مبنى قصر السيف نستطيع أن نرى ذلك في المنطقة المجاورة للبحر على امتداد مبنى قصر السيف الحالي الذي امتد من مكانه السابق إلى ما هو عليه اليوم ، وفي هذا المكان ما يدل على ذلك من مساجد و آثار کما سوف يتبين لنا عند الحديث عن مسجد البحر الشمالي وعن التنقيب عن الآثار في تل بهيته وغير ذلك ، وكان قد تبين لنا - قبل وصولنا إلى حديثنا هذا - ما في العكاز من آثار عند الحديث عن هذا الموقع حيث أن القارئ سوف يطلع على ذلك ، ويرى أن في القرين آثار تدل على سكنى الناس فيها في الأيام الغابرة.Translation missing: ar.general.search.loading