إن العروض والقوافي فنان لهما أثرهما في تذوق موسيقى الشعر العربي، وفي توجيه الأذواق إلى السليم وغير السليم منها، وبهما نعرف صحيح الشعر من مكسوره، ونعرف الأوزان القديمة والمحدثة، إلى غير ذلك من ثمرة هذين العلمين.
            وأول من اخترعهما وألف فيهما هو الخليل بن أحمد الأزدي البصري (ت170هـ) فوضع فيه الكتاب الذي سماه: العروض، وأخرج هذين العلمين كاملين مضبوطين، ولم يحوج الناس بعده إلى عناء كبير.
            وألف فيهما بعد الخليل كثير من العلماء، وأشهر المؤلفات العلمية في العروض والقوافي التي لا يزال بعضها يدرس حتى الآن في مدارس الشرق وخاصة الجامعة الأزهرية:
•    منظومة الخزرجية في العروض، وهي قصيدة من الطويل، نظمها عبد الله بن محمد الخزرجي المالكي الأندلسي، وشرحها كثير من العلماء منهم محمد بن أبي بكر الدماميني، وسمى شرحه: العيون الفاخرة الغامزة على خفايا الرامزة.
•    عروض ابن الحاجب وهي قصيدة من البسيط، وقد شرحها الإسنوي، وشرحه اسمه: نهاية الراغب في شرح عروض ابن الحاجب.
•    عروض الساوي، وهو قصيدة لامية شرحها بدر الدين العيني، وسمى شرحه: الحاوي في شرح قصيدة الساوي.
•    منظومة الصبان في العروض، مع شرحها له.
•    متن الكافي في علمي العروض والقوافي للقنائي، وعليه حاشية الدمنهوري.
            وهذا كتاب جديد نضيفه إلى تراثنا الخالد في دراسة العروض والقوافي، كتبناه وافيا بحاجات الدراسة والثقافة، نفع الله به العلم والمتعلمين، وأرشدنا دائما إلى الحق وخير العربية، وما توفيقنا إلا بالله.