لقد فشا اللحن على المنابر فشوًّا فظيعًا مروِّعًا يدعو إلى الاستغاثة والاستعانة بالله جل وعلا، كما يدعو إلى قرع جرس الخطر، وإعلان النُّذُر، وإعادة النظر في كثير ممن يعتلي المنابر بغير حقها.
        وكانت مبادرةً طيبة تلك التي دعتني إليها -بوعي تشكر عليه وغَيرة تحمد لها- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، من أجل إقامة دورة في مهارات التغلب على اللحن في الخطابة، حضرها نخبة من الخطباء والأئمة والمؤذنين، وأعددتُ لها مذكِّرةً تعين على بلوغ الهدف التي أقيمت له الدورة.
        ثم سألني كثير من الأصحاب -والإخوة الذين فاتهم حضور الدورة- عن تلك المذكرة، فوافيتهم بها وعزمت على نشرها كي تعمَّ الفائدة.
        وكان أن عدتُ إليها فدقَّقتها وهذبتها وزدت في تداريبها، لا سيما ما يتناول اجتناب اللحن فيها، ثم أضفت إليها فصلين اثنين: الأول في النظام الصوتي العربي وأحكام القراءة، والثاني في أدبيات الخطابة، لتنشر في هذا الكتاب.