سلة التسوق الخاصة بك فارغة الآن.
إن (ليوبولد فايس أو محمد أسد) فرض نفسه على الغيب والشهادة بالنسبة إلينا كمؤلفيْن لهذا الكتاب، وصار حاضرًا بحركته المثابرة، وأسفاره الدائبة، وفكره الرصين، وعذوبة قلمه الصادق، ومحبته الأثيرة للحق حتى قبل إسلامه، ونقده المتفرد للحضارة الغربية التي كان واحدًا من أبنائها، وبكونه مرجعًا أساسيًا للفكر المعاصر، والأهم من ذلك انشغال ذهنه المستمر بصناعة دستور إسلامي حديث. وصرنا كلما يمّمنا وجهنا قِبَل مشرقٍ أو مغربٍ ألفيناه حاضرًا في الكثير من الأحداث والأفكار والكتب وساحات الرأي، على الرغم من خفوت ذكره بين الأوساط البحثية، وعدم تردد صدى أفكاره إلا من خلال غيره من المفكرين والكتاب ممن تتلمذوا على يديه بشكل مباشر، أو على كتبه وفكره بشكل غير مباشر، فكثير مما يكتب الناس اليوم وأمس هو من نتاج فكر (أسد) ومما خطته أنامله، حيث باتت تُذكر الفكرة ولا يُذكر مصدرها الأصيل، وهذا من الغبن الذي تعرض له (أسد) وغيره من المُلهِمين.